الباحث المصري علي الطواب لـ”الأيام نيوز”: مستقبل غزة على الأرض وليس بيد “قوى” التحالفات السرية

أبرز الباحث المصري في الشؤون السياسية والإستراتيجية علي الطواب، أنّ موضوع أو مقترح نشر قوة متعددة الجنسيات في قطاع غزّة بصورته الحالية قد يبدو جديداً، لكن في حقيقة الأمر هو موضوع قديم، حيث كانت هناك أنباء وتسريبات حول ضرورة نشر قوات عربية بالمقام الأول داخل القطاع، وكانت مصر والجزائر من بين الدول التي رفضت هذا الطرح جملةً وتفصيلاً، فمن غير المنطقي قبول فكرة أن يتم نشر قوات عربية داخل أرض عربية ويحيطها في الوقت ذاته عدوّ إسرائيلي متصهين.

وفي هذا الصدد، أوضح الطواب في تصريح لـ “الأيام نيوز”، أنّ الولايات المتحدة الأمريكية الداعم رقم واحد للكيان الصهيوني في عدوانه الهمجي على القطاع، بطبيعة الحال لن تكون القوة التي يُعتمد عليها لرعاية المشهد العربي أو الإقليمي أو الدولي، فهي على طول الخط منحازة إلى الاحتلال، وبالتالي فإنّ كل الملفات وكل الحلول وكل الطرق التي تخدم السياسة الإسرائيلية نجد أنّ أمريكا مستعدة للقيام بها وتبنيها من أجل عيون “إسرائيل”.

في السياق ذاته، أشار محدثنا إلى أنّ مشروع إعادة توزيع قوات متعددة الجنسيات في قطاع غزة يـأتي بالمقام الأول لضمان أمن الكيان الصهيوني، ثانياً بهدف القضاء على ما يعرف بحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في قطاع غزة، وإنهاء كافة ألوان المقاومة في القطاع فبدلاً من أن يكون هناك عدو واحد اسمه “إسرائيل” بالنسبة على المقاومة في قطاع غزة، سيكون هناك أكثر من عدو، عدو صهيوني وعدو اسمه القوات المتعددة الجنسيات.

وأردف قائلا: “إنّ السماح بتجسيد هذا المشروع على أرض الواقع يعني تصفية القضية، والعرب حينما قدّموا مبادرة السلام العربية كانوا دعاة سلام، والصهاينة هم دعاة حرب ولكن للأسف الشديد نحن لم نستثمر في هذه النقطة دوليا، بمعنى أنّ 22 دولة عربية لها صوت مسموع في الأمم المتحدة ولها أصوات مسموعة في الأروقة الدولية ولها علاقاتها التجارية المتشعبة مع مختلف دول الاتحاد الأوروبي وتمتلك أكثر من ورقة ضغط، إلا أنها لم تستطع حتى هذه اللحظة محاسبة ومعاقبة “إسرائيل” العقاب الذي تستحق”.

في سياقٍ ذي صلة، تحدّث الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية، عن أنّ هناك من الدول العربية المطبّعة من يتعاون مباشرةً مع الاحتلال الصهيوني وقدّم له سلاما مجانيا، فللأسف الشديد هناك حالة من التراخي العربي ومن التسابق العربي للتصالح المجاني مع الكيان الإسرائيلي، فهذه الدول في الأصل لم يكن بينها وبين “إسرائيل” لا حرب ولا أيّ علاقات وفجأةً أصبح هناك اتصالات وتبادل للسفراء، وهذه نقطة معيبة في حق الدول العربية.

هذا، وفي ختام حديثه لـ “الأيام نيوز”، أبرز الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية علي الطواب، أنّ فكرة إمكانية مشاركة عرب التطبيع في مشروع نشر قوة متعددة الجنسيات في قطاع غزّة، تبقى فكرةً واردة، فهؤلاء إن لم يشاركوا بشكل مباشر فقد شاركوا من وراء الستار في دعم المخططات الإسرائيلية في المنطقة، ولكن تبقى دولتان عربيتان هما من تقفان وراء تعطيل هذه المشاريع في المنطقة، نتحدث هنا عن الجزائر ومصر هذه حقيقة لابدّ أن نؤكّدها للجميع، ونعطي هنا نموذجا حين منح الاتحاد الإفريقي إمكانية أن يكون الكيان الصهيوني عضوا مراقبا في هذه المنظمة، وهنا هبت كل من مصر والجزائر وتم إفشال هذه الخطوة المغرضة، حيث تم طرد الاحتلال الإسرائيلي شرّ طردة من الاتحاد الإفريقي.

سهام سعدية سوماتي - الجزائر

سهام سعدية سوماتي - الجزائر

اقرأ أيضا