الصواريخ الإيرانية تهطل على سماء “إيلات”.. طهران تضرب وأمريكا تتوجّع وممالك العار تتصدى!

كل يوم ومع كل لحظة تمر على الصراع الوجودي بين كيان صهيوني “هش”، وبين قدس أمة، لا زالت وستظل صلاتها صمود رجال، يترسّخ في الذهن الجمعي والوعي العام، أنه لا قوة ولا قيمة ولا مكانة لمسمّى “إسرائيل”، إلا من خلال خيانة وعمالة الأنظمة والعمائم الأعرابية في خلجان الخليج ومراعيها.

فمن صواريخ الشهيد صدام حسين، التي دكّت مضاجع الكيان في تسعينيات القرن الفارط، إلى “غارة” إيران الصاروخية على معاقل آل العجل السامري بإيلات وتل أبيب، فإنّ التاريخ كما الحاضر أثبتا أنّ القبة الحديدية الوحيدة التي تحصّن وتحمي وتمدّد في عمر الكيان الصهيوني، ما هي إلا ممالك آل سلول على مختلف جغرافيات عروشهم من إمارات أبوظبي إلى عمان مملكة الأردن وصولا على بحرين القواعد الأمريكية دون نسيان مراقص “بن سلمان”، وما جنته تلك العمائم على الأمة، بعدما تموقعت علنا وبكل “فخر” في ضفة، أنها ملكية، والأصح صهيونية، أكثر من “إسرائيل” ومن “صهيون” ذاتهما، حيث كان يكفي أن تدشّن إيران ضرباتها الجوية من خلال الطائرات المسيّرة والصواريخ العابرة للقارات على سماء “إسرائيل”، حتى يتدافع العملاء ليكونوا الدروع البشرية التي تعترض طريق الشرف بالتصدي للصواريخ وللطائرات، وكل ذلك حتى يظل العار هو لسان الحال لعروش أساس سلطانها، ممارسة الخيانة مع مرتبة الفخر والمكابرة..

الضربة الإيرانية، التي جاءت كرد فعل على ما اقترفته وتقترفه “إسرائيل” من بلطجة وعدوان، وبغض النظر عن نتائجها وما حقّقته من أهداف إستراتيجية على رأسها أنّ الوصول إلى قلب “إسرائيل” وضرب عمقها من قواعد عسكرية، أمر سهل، إلا أنها، أي تلك الضربة العسكرية، كشفت بل عرّت أمرا أخطر وأعمق مختزله، أنّ العمالة العربية التي كانت مجسّدة في محاصرة غزة وتزويد كل من الأردن والإمارات والبحرين لـ”إسرائيل” بالغذاء، ظهر أنّ سقف خيانتها، ونقصد العمالة، لا حد له، وأنه حين ينادي الكيان الصهيوني “وا خونتاه”، فإنّ ممالك القطيع العربي، تعلن “جهادها” بالنفس والنفيس للذود عن بقاء ووجود آل الشالوم وحمايتهم بالروح والدم، وهو ما رأيناه ووقف عليه العالم، حين تحوّلت الأردن والبحرين والإمارات، إلى قبة “حديدية” فاقت في عمالتها وفعاليتها في التصدي لضربات طهران، فعالية كل جدار عازل وكل “قبة” إلكترونية صهيونية، طالما فاخرت بها “إسرائيل”، فإذا الواقع يكشف أنه كما القبة هي “عبدالله” الأردن وبن زايد الإمارات، فإنّ ذات الممالك هي شجرة “الغردق” التي تظلّل  نتنياهو اليوم كما ستحميه غدا يوم يقول الرجال كلمتهم زاحفين تجاه صلاة هي الأقصى، قريبا كان ذلك أو بعيد..

ملك الأردن الذي كان له الدور الأكبر، ليس فقط في طعن غزة بحصارها من خلال المعابر، ولكن في التصدي للطائرات والصواريخ الإيرانية حتى لا تطال الأهداف الصهيونية وذلك من خلال تسخير “جيشه” الملكي وقواته العسكرية للوقوف في وجه مرورها، ملك الأردن ذاك، ولمن لا يعرفه كتاريخ خيانة وعمالة بوجهها الواضح الذي أعلنته حكومته مؤخرا، حين فاخرت بتصديها للضربة الإيرانية بالوكالة عن “صهيونية” نتنياهو، ذلك الملك المدعو “عبد الله الثاني”، يحفظ له أرشيف طعنات الظهر في التاريخ، أنّ من شابه أباه فما ظلم، فوالده الملك حسين، كان الصديق الحميم لأم اليهود “جولدا مائيير”، كما أنّ تلك العلاقة بينهما وصلت إلى حد تسريب الملك السابق، لوثائق سرية وحساسة للموساد من خلال جولدا مائيير، عن حرب أكتوبر 1973، وهو ما كشفته قناة I24 Neus العبرية سنة 2003 في فيلم وثائقي حول التاريخ، بعد أن رفعت “إسرائيل” السرية عن وثائق حرب العبور أو حرب الغفران كما يسميها الجانب الصهيوني، حيث فوجئ العالم العربي، بأنّ الملك حسين، ما هو إلا “يونكا”، وهو اللقب الذي أطلقته عليه الوثائق السرية الإسرائيلية، التي تعني “الطفل” كون الملك حسين، اعتلى العرش وهو في عمر الثامنة عشر، والمهم في دورة التاريخ، أنه إذا كان الأب ضاربا للطبل فلا تلومن “عبد الله الثاني”، إن رقص في حفل الشالوم وتحوّل إلى درع حام لحدود الكيان الصهيوني ووجوده..

للأسف ما فعله وفاخر به الأعراب من ممالك وعمائم الخلجان، بتصديهم للصواريخ الإيرانية بصدور عارية دفاعا عن آل العجل، عرّى، أصل المشكلة التي ليست في أوهام دويلة لا وجود لها وأوهام جيش لا يقهر جرفهما طوفان الأقصى، ولكن في عمالة عربية، وصل سقف خيانتها إلى أن تصبح هي “القبب” وهي الدروع وهي حروب الوكالة عن كيان “غاشم”، ظهر أنه ربط مصير وجوده بعروش وممالك العار، ولولا ذلك، ما استطاع الصمود سنة حتى لا نقول شهرا أو بضعة أيام، وهي الحقائق التي جسّدتها مقاومة طوفان الأقصى يوم اخترق بضعة رجال مسمى الجدار العازل عبر درجات نارية، كانت هي ملحمة العبور وملحمة الصمود التاريخي..

خاتمة القول، إذا كانت الضربة الإيرانية قد كشفت العدو الحقيقي للأمة من خلال ما كتبه الصحفي البريطاني “ريتشارد ميدهيرست” حين وجّه انتقادا شديدا للعاهل الأردني بخصوص إسقاط عدد من الطائرات الإيرانية، متهما إياه بأنه يد “إسرائيل”، فإنّ الوجه الآخر لمؤامرة العالم، لم يكن إلا الغرب وأمريكا ومسمى الإنسانية المزعومة، حيث الصواريخ الإيرانية،  فضحت ليس فقط المعايير العالمية المختلفة في “حق” الدفاع عن النفس، ولكنها بيّنت أنّ العالم الغربي ومعه أمريكا، هُم “إسرائيل” قلبا وقالبا، وما اعترافات فرنسا وأمريكا وبريطانيا، بكون قواعدهم العسكرية في كل من العراق وسوريا والبحرين والإمارات، كان لها دور فعال في اعتراض صواريخ وطائرات إيران في الأجواء وذلك قبل وصولها إلى تل أبيب، إلا إقرارا عالميا، أنّ حرب غزة من يومها الأول، ليست إلا إبادة غربية أمريكية بوكالة صهيونية، والدليل ما أعلنته أمريكا والغرب من حالة استنفار جراء الضربة الإيرانية، ليكون لسان الحال، أنّ ملة الكفر واحدة، وأنّ لعبة المعايير المختلفة في التعامل مع الأحداث العالمية، حين تكون “إسرائيل” طرفا، تنعدم ولا يبقى إلا الواقع الذي يحمل عنوان، أنّ “جميعهم” صهيون، وأنه على الأمة العربية والإسلامية، إلا أن تقتنع أنّ حربها الحقيقية، مع العالم ككل، وليست فقط مع الكيان الصهيوني ومع خونة عروشها من أنظمة العار و”البوار” الأعرابية التي أكدت ما هو ثابت على  أنّ وجودها مقترن بتواجد القواعد العسكرية الأمريكية والغربية، حيث ممالك وإمارات الخليج في نهاية الأمر، ليست إلا “ثكنات” عسكرية غربية، تحمى “خما” من العمالة العربية، وكل ذلك لتلغي كل زحف أو وعي أو معركة شرف عربية يمكن أن يقودها الرجال والأجيال القادمة..

أسامة وحيد - الجزائر

أسامة وحيد - الجزائر

اقرأ أيضا