عملاء الاحتلال في صدمة.. المقاومة تعبث بـ”هيبة” الكيان الصّهيوني

بعد هزيمة العرب أمام الكيان الصّهيوني سنة 1967م والتي سميت بالنّكسة إثر هزيمة منكرة منيت بها الأنظمة العربية خلال بضع ساعات، شاع إثر ذلك مقولة متداولة بين النّاس أنّ “جيش الدّفاع الإسرائيلي” لا يقهر.

وتمّ ترسيخ هذه المعلومة في أذهان النّاس عبر العديد من وسائل الإعلام المختلفة. لا أدري من كان يقف خلف نشر مثل هذه المعلومات لتصبح مسلّمة في عقول العرب.

وعندما قام الرّئيس صدام حسين بدكّ الكيان الصّهيوني بـ 38 صاروخ سكود سنة 1991م وهزّت الكيان الصّهيوني برمّته وجدنا من يروّج بأنّها صواريخ عبثية لا تغني ولا تسمن من جوع، ثمّ تبيّن فيما بعد أنّها أسفرت عن مقتل 14 صهيونيًا وإصابة العشرات بجراح. فمن يا ترى أشاع أنّها صواريخ لا قيمة لها؟

وعندما بدأت المقاومة في غزّة بضرب الكيان الصّهيوني بصواريخ تمّ وصفها بالصّواريخ العبثية لاسيما من قبل سلطة أوسلو. وعندما قامت إيران قبل أيّام بضرب الكيان الصّهيوني بصواريخ زعموا أنّها صواريخ كرتونية (مسرحية) لم تسفر عن أيّ شيء، والسّؤال.. من يروّج لمثل هذه الأقاويل التي تهدف إلى استحالة النّيل من الكيان الصّهيوني أو كسر شوكتهم؟

من يروّج لإبقاء صورة جيش الكيان الصّهيوني بأنّه جيش لا يقهر؟ من يروّج إلى أنّ أيّ مقاومة لمواجهة اليهود تعدّ عبثًا لا جدوى من خلفها؟ هل الهدف من كل ما سبق ترسيخ قناعة في أذهان الشعوب العربية أن جيش الاحتلال اليهودي لا يقهر وذلك من أجل ترسيخ حالة من اليأس والإحباط من مواجهته؟ وأنّ هذا الكيان الدّخيل راسخ على أرض فلسطين كرسوخ الجبال الرواسي على الأرض.

وبالمقابل نجد جيشًا من الذّباب الإلكتروني يروّج للتّسليم بقبول الكيان الصّهيوني وضرورة التّعامل معه كواقع ملموس. وعلى إثر ما سبق تمّ الاعتراف بالكيان وإقامة علاقات متكاملة معه وتطوّرت الأمور إلى تحالف تام بل والأدهى من ذلك وقوف بعض الأنظمة العربية بجانبه ضدّ المقاومة في غزّة العزّة.

هكذا تمّ كيّ الوعي في عقول العرب على مراحل بدءًا من تضخيم قوّة الكيان الصّهيوني وسطوته إلى استحالة مواجهته وأن لا قبل للعرب بمواجهته، إلى التّسليم به كواقع يستحيل إزالته، ثمّ الاعتراف به والتّطبيع معه.

حتّى جاء يوم السّابع من أكتوبر المجيد ليبرهن للجميع أنّه كيان هشّ وأنّه أوهن من بيت العنكبوت وأنّ هزيمته ممكنة ويكفي البرهان على ذلك صمود المقاومة أمام بطش الكيان وسائر الحلفاء لمدّة تزيد عن ستّة أشهر وعجز الكيان عن تحقيق أيّ هدف من أهدافه.

في الختام ما زالت الماكينة الإعلامية الصهيو-عربية تتعامل مع الشّعوب العربية كما أنّها شعوب ساذجة مغفّلة تنقاد كالقطيع. وإذا ما غضبت فغضبها مؤقّت بمثابة (زوبعة في فنجان) كما يقال.

والسّؤال متى يدرك حكّام العرب أنّ شعوبهم بدأت تستيقظ وتدرك ما يحاك حولها من مؤامرات ومكائد وأنّ الشّعوب أصبحت كما يقال (شبّ عمرو عن الطّوق) وبدأت تدرك أنّ زوال الكيان أصبح قاب قوسين أو أدنى متى توافرت الإرادة.

متى يدرك حكّام العرب أنّ حماس ومعها سائر فصائل المقاومة أزالت هيبة الكيان وكسرت شوكته رغم الحصار ورغم محدودية إمكانياتهم ورغم تكالب الجميع عليهم. متى يدرك حكّامنا أنّ الانحياز لشعوبهم وموالاتهم لله أوّل خطوة من خطوات زوال الكيان الصّهيوني.

أسأل الله أن يعجّل بالفرج وأن ينصرنا على اليهود ومن والاهم.

عبد الله المَشوخي - أكاديمي فلسطيني

عبد الله المَشوخي - أكاديمي فلسطيني

اقرأ أيضا