مزاد “مملكة المركولين”.. حيّ على “غزوة القميص”

فيما الدنيا كلها مشدودة إلى حيث معركة الصمود في ساح غزة وثغور رجالها المرابطين دفاعا عن أمة “الخانعين” واللاعبين والمتلاعبين بمصير القدس قبلة وصلاة، وفيما الحقيقة الساطعة، أنّ طوفان الأقصى فصل بين الحق والباطل كما ميّز الخبيث من الطيب، ليحشر المطبعين في عار “صهيونتهم” كما يرفع من شأن المرافعين لفلسطين القضية في محافل الأمم والمواقف، وفيما الرجولة أبانت عن جيناتها لتصنع فارق الدول والشعوب، إزاء معركة هي المصير بالنسبة للأمة العربية والإسلامية، تتدحرج إلى سطح العبث ومن خلال ملاعب “الجلدة المنفوخة” وما “خدّرت” من جماهير ورعايا كرة محمد السادس، لتختلق لها بدلا من مباراة كرة، لعبة قميص، أراد من خلالها مخزن المملكة، أن يتلاعب بشعبه قبل أن يتلاعب بالرأي العام الدولي عبر اختلاق أزمة عنوانها غزوة “القميص” الملكي، الذي يحمل خرافة أنّ للمملكة خريطة وحدودا ومسمّى كرامة، ظهر أنه قميص قابل للطي عند حدود جزيرتي سبتة ومليلية.

لكن حين يتعلق الأمر بمباراة ملاعب على حساب الصحراء الغربية، فإنّ ثورة الملك والمملكة، تتحوّل إلى معركة تحرّش علنية من نظام “سادسهم” ضدّ حق الشعب الصحراوي، وذلك من خلال “قميص” لعب، أرادت من خلاله لعبة أمير المدمنين، أن تجعل منه قميص عثمان لتبرير تباكيها على خريطة لا تعرف معالمها سوى متوهمي القصر وأحلام “حشيش” مدمنيه في تمرير “خرافة” مغربية شعب وأرض لا زالا صامدين، رغم كل المؤامرات التي تروّج له مملكة من حشيش و”قميص”..

الأزمة المختلقة التي أجّج “كرتها” فريق محلي مغربي على أرض الجزائر من خلال معركة “قميص” عليه خريطة مولاهم المزعومة لمغربه الموهوم، كشفت ذلك الهوان الذي يعيشه نظام متهالك، فقد حتى أهلية “اللعب”، حين جعل من “ماتش” كرة، غزوة “قميص”، أراد من خلالها مخزن “الحشيش”، أن يخدّر بها “رعايا” الملك، لينفخ فيهم ثورة من عدم، عنوانها “حيّ على القميص”، والنتيجة، أنّ المعركة المغربية الغبية، رست على مهزلة أخرى، مختزلها أنّ قميص أمير المدمنين شُق من “قُبُل”، بعد أن شهد العالم كله على تحرّش القصر، ليس بالجزائر ولكن بالتاريخ وبحقيقة وطبيعة الأشياء.

والساخر في القضية برمتها أنّ من لم يستطع أن يقنع الدنيا بخرافة مغربية الصحراء، أراد أن “ينكح” الأمر الواقع وأن يطأ الحقيقة في الملاعب الكروية، من خلال “قميص” عار، أثبت كما هي عارية تلك المملكة، التي انتهى بها حالها الساذج، لأن ترسم حدودها الوهمية من خلال لعبة “تريكوات”، وطبعا، من “خانته المرجلة يكملها بالتريكوات” أو “بالوشام”، كما يقول المثل الشعبي..

مشكلة أمير المطبعين ونظام ركوعه للكيان الصهيوني و”تركيعه” لرعاياه، أنه أراد من خلال اختلاق هكذا مهازل، خارج حدود قصره، أن “يحشّش” رعاياه بعيدا عن مشاكله وغليانه الداخلي، لذلك، فإنه لم يعدم فرصة إلا واختلق له مع الجزائر شجرة تخفي غابة “مجونه” وخيانته وخنوعه للوبيات الصهيونية التي أصبحت هي عمامة وصولجان وختم الملك، والمهم في “كرة” القميص الجديدة، أنّ اللعبة كانت واضحة بما يكفي لأن يفهم القاصي والداني، أنّ المخزن، لم يعد لديه من شغل ولا “مشغلة” إلا البحث عن “مشجب” ليعلّق عليه ما يجري وسط الرأي العام المغربي، من تحوّل شعبي، أخرج “مارد” الوعي من “قمقمه”، لتتعالى أصوات الشعب المغربي البسيط، متسائلة عما تفعل “ذرية” جوليدا مائير وشارون و”نتنياهو” في قصر المملكة ودواليب المخزن؟ والأكثر من ذلك، ليتساءل، عن أيّ هوان وصلت إليه أرض أبيّة حوّلها عرش الملك إلى مزرعة “حشيش”، إما أن يرتضي شعبها قدر أن يكون “عُشبها” المداس، وإلا فإنّها سياط القصر من تدمي أظهر الرعايا؟

إستراتيجية تصدير الأزمات الداخلية، سياسة معروفة منذ قديم الزمان، لكن في حالة مغرب السادس وسابعه “مخزنه” الصهيوني، فإنها ابتذلت لدرجة أنها أصبحت مشهدا من مشاهد لعب “العيال” أو “الذر”، فحين تتحوّل مباراة لكرة القدم بين فريقين محليين، إلى أزمة مفتعلة عنوانها “تريكو” تمت جغرافته ملكيا، فإنّ المهزلة أصبحت السخرية هي القميص والمملكة معا، والمحصلة في لعبة “الوشام” أو “القميص” الذي يعوّض “الرجلة” والمرجلة، أنّ القصر الملكي الذي فشل في إقناع العالم بمغربية مسمى الصحراء، عبر المحافل والقنوات الرسمية الدولية، اختار أن يرمي “مزاعمه” إلى ملاعب الكرة، في محاولة أخيرة لاستعادة ما فقده في المحافل الأممية من خلال الملاعب الرياضية، وفعلا، إذا لم تستح فكن “عبثا” يسمى مملكة ومحمد سادس، انتهى بهما وضعهما المخزي، لنكتة “قميص” أو “تريكو” أسطوري، أرادت سلطة “الحشيش”، أن تسوّقه كحدود لعرش من ورق و”رِقّ”..

الساخر في افتعال الأزمات السياسية وفي صناعة القلاقل والنفخ في العدم من طرف النظام المغربي، وذلك كلما حلّ وفد من “مملكتهم” بالجزائر، أنّ مسرحية القميص سبقتها مسرحيات أخرى، ولعلّ الجميع يذكر تلك المعركة “الدونكيشوتية” التي قادها وزير الخارجية المغربي المدعو “ناصر بوريطة” وذلك على هامش انعقاد القمة العربية في الجزائر عام 2022، وكيف اختلق “البوريطة”، زوبعة في فنجان، من خلال تصريحات “دونكيشوتية”، أراد من خلالها تفجير أشغال القمة العربية، لكن الجزائر، استطاعت يومها تفويت الفرصة على لعبة المخزن، وهو الأمر الذي تكرّر “اليوم”، مع معركة “التريكو” في مناسبة رياضية، حوّلها المغرب إلى صراع داحس والغبراء، وكل ذلك بهدف “تكوير” الرأي العام المغربي، الذي تُرابط أصواته في شوارع المملكة مندّدة بالتطبيع وكافرة بـ”التيهوديت” الملكية التي رمت المغرب بين أحضان الصهيونية، وجعلت من المملكة مستوطنة إسرائيلية تابعة كمّا وكيفا لإدارة نتنياهو وذلك بوكالة ملكية عنوانها “سادس” يحمي سداسية “إسرائيل”..

يقال في علم الرجال، “إذا خانتك قيم المبادئ، فحاول أن لا تخونك قيم الرجولة”، والمغرب، للأسف، أظهرت مهزلة “القميص”، أنه ليس فقط دون في مستوى قيم المبادئ وقيم الرجولة، ولكنه لم يصل حتى إلى قيم “الصراع” والخصومة المحترمة والخصم الشريف، الذي عليه أن يحترم على الأقل ساحة المعارك، حين يقرّر نزالا، فللمعارك إطارها وساحاتها و”أخلاقها”، لذلك، فإنّ تصفية الحسابات السياسية وممارسة الابتزاز و”الفهلوة” في ساحة ملعب وكرة، ما هي إلا رقصة “حشيش” حمقاء من نظام أعرج، لم تعلّمه التجارب، أنّ لكل مقال مقام، وأنّ الرياضة رياضة والسياسة سياسة، لكن، ماذا نفعل ممن اقتصاده كما سياسته كما رياضته “حشيش” في “حشيش”؟

هي عادة “المزطولين” وما تفعله “الزطلة” في عقول مستهلكيها، حيث لا فرق عندهم بين الرقص في مناسبة عرس أو العربدة في “عزاء”، والنتيجة، فيما سبق، أنّ “مغرب” الأفيون، بمعركة قميصه تلك، لم يفعل شيئا سوى أنه أثبت للعالم أنّ خريطة وجوده ووجود نظامه وعرشه، قيمتها من قيمة “قميص” كرة، متقاذف بها في ساحة اللعب، وطبعا، نهاية كل لعبة، “ركل”، وهو ما رسا عليه مزاد مملكة “المركولين”..

آخر الركل أو الكلام في مهزلة “التريكو” الملكي العابر للوهم ولتاريخ “المدمنين”، أنّ ما عرّته قضية القميص، لم تعريه أيّ قضية أخرى، فقد أثبت مخزن المهلكة، أنه فقد صوابه إلى الدرجة التي أصبح يبحث فيها عن أيّ زوبعة يحرّك فنجانها ويوهم من خلالها “رعايا” مملكته، أن معاناتهم ومشكلتهم مصدرها الجزائر، فيما الحقيقة المطلقة، أنّ اللعب كما الملعب والكرة، ليسوا إلا شعبا مغربيا بسيطا، تم استعباده قبل مصيره، ليصبح هو كرة القصر والملك، المتلاعب بها في سوق النخاسة والاستعباد، لكن، السؤال المعلّق في قميص مملكة “قُدّ” من قُبُلٍ، إلى متى و”حشيش” القصر، يحجب حقيقة أنها المملكة من تحوّلت إلى “قميص” يلبسه وينام به كيان نتنياهو؟ وإلى أيّ حدّ يمكن للمخزن، أنّ يراوغ شعبه الذي أخرجته “غزة” وأحداثها من “أفيون” القصر، لتفتح عينيه على واقع، أنّ أرضه قميص يلبسه ملك لصالح الكيان الصهيوني؟

أيها الملك، لقد انتهى زمن التخدير، وإنه زمن “القميص” الذي رمته غزة في أعين المغاربة البسطاء ليفتح بصريتهم صارخين في سياطك قبل زمنك وتاجك: ماذا يفعل اليهود هنا يا غلام؟

أسامة وحيد - الجزائر

أسامة وحيد - الجزائر

اقرأ أيضا