أمريكا تَغلي من الداخل.. بطاقة حمراء في وجه بايدن

حذّر مسؤولون ودبلوماسيون وضباط أمريكيون، الرئيس الأمريكي جو بايدن، من الإستمرار في دعمه اللامشروط للحرب الهمجية الإسرائلية على قطاع غزة، وبينما بعث العشرات منهم برسالة عاجلة تحذّر من عواقب الاصطفاف مع الكيان الإسرائلي، حذّر مستشار سابق بوزارة الخارجية الأمريكية، وخبير في شؤون الشرق الأوسط، بايدن من تبعات المساهمة في الإبادة الجماعية، في حق الفلسطينيين، والتي قد تجعله هدفا لمحاكمة دولية. 

‏حثّ ما يقرب من 70 مسؤولا ودبلوماسيا وضابطا عسكريا أمريكيا سابقا، الرئيس جو بايدن على تحذير “إسرائيل” من عواقب وخيمة، من حرمان الفلسطينيين من الحقوق المدنية والضروريات الأساسية، وتوسيع النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة. ‏

وقالت المجموعة في رسالة مفتوحة إلى الرئيس بايدن: “يجب أن تكون الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ إجراءات ملموسة لمعارضة مثل هذه الممارسات، بما في ذلك فرض قيود على تقديم المساعدات الأمريكية لـ”إسرائيل”، بما يتوافق مع القوانين والسياسة الأمريكية”.

‏وكان من بين الموقّعين أكثر من 10 سفراء سابقين، بالإضافة إلى مسؤولين متقاعدين آخرين في وزارة الخارجية، ومسؤولين سابقين في البنتاغون والاستخبارات والبيت الأبيض، بما في ذلك أنتوني ليك، مستشار الأمن القومي للرئيس السابق بيل كلينتون. ‏وسلّطت الرسالة الضوء على الاستياء المتزايد في الولايات المتحدة بشأن العمليات الإسرائيلية التي تسبّبت في أزمة إنسانية في قطاع غزة المحاصر، منذ إندلاع الحرب شهر أكتوبر الماضي. ‏وقد تمّ تدمير جزء كبير من القطاع، الذي استشهد فيه أزيد من 32 ألف فلسطيني، حسب السلطات الصحية بغزة، وتقول الأمم المتحدة إنّ السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة ليس لديهم سوى القليل من الغذاء والماء والمأوى، كما أنّ نقص الغذاء في بعض المناطق يتجاوز مستويات المجاعة.

‏ورغم تأكيد الجماعة في رسالتها على أنّ العملية العسكرية الإسرائيلية ضدّ حركة المقاومة الإسلامية “حماس” كانت “ضرورية ومبرّرة”، ‏إلا أنّ أعضاءها اعترفوا بأنّ العمليات العسكرية الإسرائيلية “اتّسمت بانتهاكات متكرّرة” للقانون الدولي، الذي يحظر القتل العشوائي واستخدام الأسلحة التي لا تسمح بالتمييز بين المقاتلين والمدنيين. ‏

وقالت المجموعة إنّ “عشرات الآلاف من المدنيين الذين قتلوا في غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال”، مضيفة: “لا يمكن تبرير عمليات قتل المدنيين بهذه الطبيعة وهذا الحجم”. هذا وقال الموقّعون على الرسالة إنّهم ‏يدعمون بقوة دعوة جو بايدن إلى هدنة فورية لمدة ستة أسابيع على الأقل، وإنشاء نظام موثوق لتوصيل المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن. ‏كما دعوا الجيش الإسرائيلي إلى تطبيق قواعد الاشتباك المتوافقة مع القانون الدولي.

دبلوماسي سابق لبايدن: دعم الإبادة الجماعية سيجعلك هدفا للمحاكمة

ومن أبرز الموقّعين على الرسالة، التي تداولتها وسائل إعلام أمريكية، على نطاق واسع، المستشار السابق لوزارة الخارجية بارنيت روبين، الذي انتقد الرسالة ووصفها بأنها “ضعيفة” وغير كافية في تحذيراتها للإدارة.

وقال روبين، وهو الآن زميل متميز في مركز التعاون الدولي ” Center on International Cooperation ” – مركز دراسات مُستقل – إنّ العشرات من المسؤولين الحكوميين والعسكريين السابقين كتبوا الرسالة التي تحذّر من الدعم الأمريكي للتكتيكات العسكرية الإسرائيلية ردا على الهجوم الذي قادته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، دون التركيز على الدعوات المفتوحة لمسؤولين إسرائيليين للعنف والإبادة الجماعية.

وكتب روبين فيما وصفه بـ “رسالة معارضة” إلى المسؤولين السابقين قائلا: “من الواضح أنّ جعل غزة غير صالحة للسكن هو سمة وليس خطأ في هذه العملية.. لقد تجاهلتهم قضية الإبادة الجماعية”، وعلاوة على ذلك، قال روبين، إنه كان ينبغي على الموقّعين تحذير بايدن من العواقب المحتملة لدعمه العسكري والسياسي للكيان الإسرائيلي، الذي قتلت قواته ما يزيد عن 32 ألف فلسطيني منذ أكتوبر الماضي، بما في ذلك ما يزيد عن الـ 13 ألف طفل، واستهداف المستشفيات والمجمعات السكنية، وكل هذا بينما يزعمون أنهم يقاتلون حماس.

وكتب روبين أنّ “تعاون الرئيس جو بايدن في هذه الإبادة الجماعية قد يجعله هدفا للمحاكمة”، مضيفا: “ليس هناك أيّ عذر لتقديم أيّ مساعدة مهما كانت لقوة تشارك في هذه الأعمال”.

وأثناء التوقيع على الرسالة، التي حذّر فيها مسؤولون سابقون من أنّ عمليات قتل المدنيين في غزة “لا يمكن تبريرها”، وأعربوا عن دعمهم لدعوة بايدن إلى وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع على الأقل، أوضح روبن في رسالته الخاصة إلى الموقّعين أنّ الغرض من “دفاع الإدارة الأمريكية عن “إسرائيل”، هو جعل غزة غير صالحة للسكن، وإجبار الفلسطينيين على المغادرة عن طريق القتل العشوائي والتجويع والمرض والإذلال”.

سميرة بلعكري - واشنطن

سميرة بلعكري - واشنطن

اقرأ أيضا