بالفيديو.. الأستاذة ثريا بن فرحات.. جزائرية تألقت في تلقين لغة الضاد في أمريكا

من داخل مقرّ الأمم المتحدة بـ«منهاتن» ـ في ولاية نيويورك ـ تروي الجزائرية الأمريكية ثريا بن فرحات Thouria Benferhat لـ«الأيام نيوز» قصّة حياتها في الولايات المتحدة التي أتت إليها طالبة علم لتتحوّل لاحقا إلى أستاذة، وقد عاشت هناك لأزيد من ثلاثة عقود أنجبت خلالها ثلاثة أولاد يتحدّث جميعهم بثلاث لغات.

بعد حصولها على شهادة الماجستير من جامعة «جورج تاون» بالعاصمة واشنطن، عادت ثريا بن فرحات إلى الجزائر، حيث تزوجت هناك وحصلت على عمل، غير أن زوجها قرّر ـ بعد ذلك ـ السفر إلى  الولايات المتحدة الأمريكية من أجل الدراسة،  وهكذا كان لا بدّ عليها أن ترافقه، لكنْ ـ هذه المرّة ـ ليس إلى واشنطن، بل إلى نيويورك التي قرّر الاثنان الاستقرار فيها، حيث التحقت الأستاذة ببرنامج الأمم المتحدة الخاص باللغات، وعملت في مجال تدريس اللغة العربية طيلة 36 عاما.

وفي حديثها، لـ«الأيام نيوز»، أشارت الجزائرية بن فرحات إلى أن مهنة التدريس في الولايات المتحدة الأمريكية، شكّلت نقطةً فارقةً في حياتها وأضافت لها الكثير من التجربة بفضل احتكاكها بطلاب وأساتذة من مختلف بلدان العالم وبثقافات متباينة، واسترسلت أستاذة اللغة العربية، قائلة: “لو عاد بي الزمن إلى الوراء لكرّرت هذه التجربة، لأنها منحتني الكثير من كافة النواحي، وأرى أن أبنائي اليوم يملكون فرصًا حقيقية وجيّدة للنجاح في مستقبلهم على ضوء تجربتي هذه”.

وفي تطرّقها، إلى أوقات الفراغ، وكيف استغلّتها في تأليف الكتب، بعد تقاعدها عام 2017، أوضحت محدثتنا، أن فترة جائحة كورونا كانت نقطة الانطلاق الحقيقية في عالم التأليف، ليكون «أحبك» عنوان كتابها الأول، وهو عبارة عن مدخل بسيط إلى اللغة العربية، وأوضحت الأستاذة بن فرحات، أن قارئ هذا الكتاب، سيقف على حقيقة مفادها أن اللغة العربية ليست بتلك الصعوبة التي قد يتصورها البعض، فقد ارتأيت ـ تقول المؤلفة ـ  “توظيف عبارات الحب لإيصال الرسالة بصورة أفضل وأكثر سلاسة”.

كتاب «أحبك» يُكسب قارئه مرونةً في تعلّم عدّة كلمات على غرار كلمة «أحبك» التي يتعلمها باللغة العربية الفصحى، وكذلك بكل اللهجات المعروفة في البلدان العربية، إضافة ـ تقول الأستاذة بن فرحات ـ إلى التعرّف على الكلمة من خلال أي عبارة طريفة أو لطيفة أو غريبة في كل لهجة، أما الكتب الأخرى، التي اشتغلت أستاذة اللغة العربية، على تأليفها هي عبارة عن كتب موجّهة إلى فئة الأطفال، منها ما هو خاص بالرسم ومنها ما يتعلّق بتعليم اللغة العربية وغير ذلك.

كما قامت ثريا بن فرحات بتأليف كتاب صغير باللغتين الإنكليزية والفرنسية، يحتوي على  12 قصة تُترجم تجارب ومراحل من حياة الأستاذة الجزائرية، وكلها قصص من ذلك النوع الذي “نتذكّرها دائما ونودّ أن نكتب عنها ونخبر الناس بكل تفاصيلها”، على حدّ تعبير المؤلفة التي ختمت حديثها لـ«الأيام نيوز»، بالقول إنها تنوي الاستمرار في تأليف كتب وقصص أخرى تُشجع من خلالها الناس على تعلم اللغات الأجنبية، لأن ذلك “يفتح الكثير من الأبواب والآفاق في حياتنا وفي حياة أبنائنا”، على حدّ قولها.

وكذلك، لأن التدريس بالنسبة إليها هواية وشغف، لم يمنعها التقاعد عام 2017 من الاستمرار فيه، إذ تقوم الأستاذة ثريا بن فرحات حاليًا بتدريس اللغة العربية، الإنكليزية، الفرنسية والإسبانية عبر الإنترنت، كما تستغل أوقات فراغها في تأليف الكتب، ونشر أفكارها وخبرتها في تعليم اللغات عبر مدونتيها التحريرية والصوتية، وقناتها الخاصة على موقع يوتيوب.

سميرة بلعكري - واشنطن

سميرة بلعكري - واشنطن

اقرأ أيضا