بعد 20 سنة من منعه.. نحو إعادة فتح استغلال المرجان الأحمر في الجزائر

يشهد قطاع الصيد البحري وتربية المائيات في الجزائر، زخما متزايدا من النشاط، فقد بلغت دراسة ملف إعادة فتح استغلال المرجان الأحمر في الجزائر “مراحل متقدّمة”، فيما تجري تحضيرات حملة صيد التونة لعام 2024، بالإضافة إلى الجهود المستمرة لحماية الشعاب المرجانية تحت ضغوط البيئة وتغيرات المناخ، مع تبني القطاع إستراتيجيات متنوعة للحفاظ عليها.

وأعلن وزير الصيد البحري والمنتجات الصيدية، أحمد بداني، أن دراسة ملف إعادة فتح استغلال المرجان الأحمر في الجزائر، الجارية حاليا على مستوى مصالحه الوزارية، قد بلغت “مراحل متقدمة”، مبرزا أنّ الملف سيكون أيضا محل نقاش على مستوى الحكومة.

وأوضح الوزير في كلمته، خلال إشرافه أول أمس، على لقاء تقييمي لحصيلة نشاطات القطاع للثلاثي الأول من السنة الجارية 2024، جرى بمقر مديرية الصيد البحري وتربية المائيات لولاية الجزائر، بحضور إطارات الوزارة على المستوى المركزي والمحلي، أنّ دائرته الوزارية بلغت “مراحل متقدّمة” في دراسة ملف إعادة بعث استغلال المرجان الأحمر في الجزائر – بعد مرور أكثر من 20 سنة على منعه – والذي سيكون محل نقاش على مستوى الحكومة، مشيرا إلى أنه يتم العمل على أن “ينطلق هذا النشاط فعليا بداية السداسي الثاني من السنة الجارية”.

ولدى تطرقه للتحضيرات الجارية لحملة صيد التونة لسنة 2024، المقرر أن تنطلق نهاية الشهر المقبل، أكد الوزير المصادقة على مخطط يقضي برفع قدرة الصيد بـ 5 سفن إضافية، مذكرا بتعزيز حصة الجزائر بـ 23 طن غير المستغلة لتصبح الحصة الإجمالية 2046 طن، ما من شأنه تعزيز الصادرات الوطنية التي بلغت 27 مليون دولار من هذا النوع من الأسماك.

كما أشار بداني في هذا السياق، إلى مشاركة 30 طالبا من مختلف المؤسسات التكوينية كمتربصين على متن سفن صيد التونة في تخصصات الصيد والميكانيك، بالإضافة إلى تسجيل أول مزرعة جزائرية لتسمين التونة بولاية تلمسان، وذلك بطاقة أولية قدّرها 950 طن.

كما كشف الوزير، في عرضه لحصيلة نشاطات قطاعه، عن إنجاز 6 مزارع جديدة لتربية المائيات البحرية خلال الثلاث أشهر الأولى من 2024 ليصبح عددها الإجمالي 77 مزرعة، فيما أنجزت 3 مزارع منتجة لتربية المائيات في المياه العذبة لتبلغ 55 مزرعة على المستوى الوطني، زيادة على الانطلاق في إنجاز 49 مشروع جديد.

وخلال الفترة ذاتها، تم استزراع أكثر من 23 مليون من صغار الأسماك في الأقفاص العائمة، حسب بداني، الذي أشار إلى أنّ قطاعه يهدف “استزراع 30 مليون من صغار الأسماك داخل هذه الأقفاص خلال السنة الجارية”.

وبالنسبة إلى بناء السفن لتنمية الصيد في أعالي البحار، يتم حاليا بناء 11 سفينة كبيرة الحجم منها سفينة طولها 42 متر لأول مرة في الجزائر، وقد تم استلام سفينتين خلال الثلاثي الأول من 2024، حسبه.

وفي مجال التكوين وتطوير القدرات البشرية، بلغ عدد الطلبة المتكوّنين في مختلف مدارس ومعاهد القطاع 15.522 طالبا، بزيادة قدرها 19 بالمائة مقارنة بـ 2023، فضلا عن استفادة 1682 فلاح وشاب من التكوين في مجال تربية المائيات المدمجة مع الفلاحة، منهم 108 من نزلاء المؤسسات العقابية، حسب الإحصائيات التي قدّمها بداني.

كما تم، حسب الوزير، تسوية ملف ما يقارب 2000 مهني للاستفادة من آلية اعتماد مكتسبات الخبرة المهنية كمرحلة أولى، حيث بلغ عدد المهنيين المسجّلين 4068 مهني، مضيفا أنّ هذه العملية “متواصلة لتشمل كافة المهنيين”.

من جهة أخرى، ذكر الوزير بعملية البيع المباشر للمنتجات السمكية بأسعار تنافسية خلال شهر رمضان الفارط، حيث بلغت الكمية المسوّقة خلالها أكثر من 150 طن من مختلف أنواع الأسماك، لاسيما أسماك تربية المائيات، منوها بعملية الترخيص الاستثنائي باستيراد 200 طن من سمك السردين وتسويقها خلال الشهر ذاته بمبلغ 500 دج للكيلوغرام الواحد، والتي ساهمت في “استقرار الأسعار نسبيا”.

وفي تصريح له على هامش اللقاء، أوضح الوزير أنه سيتم فتح عملية استقبال ملفات الصيادين والمهنيين الراغبين في الاستفادة من التحفيزات الأخيرة التي تضمنها قانون المالية لسنة 2024، المتعلقة خصوصا باستيراد المحركات والسفن المستعملة الأقل من خمس سنوات وكذا التحفيزات الجبائية والمالية لنشاطات تربية المائيات، داعيا المعنيين إلى التقرب من مصالح الصيد البحري على المستوى الوطني للحصول على المزيد من المعلومات وإيداع ملفاتهم.

وحسب صحيفة “غارديان” البريطانية، فإنّ العالم فقد نصف شعابه المرجانية منذ الخمسينيات من القرن الماضي، بسبب التأثير المدمّر للاحتباس الحراري والصيد الجائر والتلوث وفقدان الموائل وتفشي الأمراض.

وغذّت الانخفاضات الكبيرة، الجهود المبذولة لحماية الشعاب المرجانية المتبقية، من خلال أساليب تتراوح بين إعادة زراعة الشعاب المرجانية التي تتكاثر في الحضانة، إلى تطوير سلالات يمكنها تحمل المياه الدافئة.

حميد سعدون

حميد سعدون

اقرأ أيضا