ثقافتنا المحلية في قلب منتزهات واشنطن.. «المرقاز» الجزائري في “يوم الذكرى” الأمريكي!

مهما اختلف المكان والزمان والمناسبة، تبقى طريقة احتفال الجزائريين ثابتة، قمصان المنتخب الوطني، أكلات وحلويات تقليدية، مشروبات جزائرية، ديكور تُزينه الأعلام الوطنية، وأهزوجة جماهير الملاعب: viva l’algérie 1 2 3.

في حين أحيا الأمريكيون يوم الذكرى “Memorial Day”، الذي يصادف آخر يوم اثنين من شهر ماي كل عام، ويُخصص لتكريم أفراد الجيش الأمريكي الذين فقدوا أرواحهم في سبيل وطنهم، بتنظيم حفلات شواء مزينة بالأعلام الوطنية الأمريكية في المنتزهات والشواطئ، استغلت الجمعية الجزائرية الأمريكية لمنطقة واشنطن الكبرى ـ منطقة تضم ولايتي ماريلاند وفرجينيا ومقاطعة واشنطن العاصمة ـ أو “Algerian American Association Of Greater Washington” المناسبة للم شمل الجالية الجزائرية، والاحتفال بطريقة تعكس الثقافة والعادات الجزائرية التي تسعى إلى الحفاظ عليها والترويج لها في الولايات المتحدة الأمريكية.

تنظيم حفلة شواء في نهاية الأسبوع المصادفة ليوم الذكرى، عادة دأبت على إحيائها الجمعية الجزائرية لمنطقة واشنطن الكبرى، لكن رئيستها نرجس لكحل عياط رفعت التحدّي هذه المرة، وحولت الاحتفال من حفلة شواء عادية، إلى مهرجان أُطلقت عليه تسمية “مهرجان المرقاز”، كما أضافت ـ رفقة أعضاء مجلس إدارة الجمعية والمتطوعين ـ نشاطات لفائدة الأطفال، وعرض لبيع منتجات ومأكولات جزائرية، بهدف جمع تبرعات لفائدة الجمعية التي يعتمد نشاطها على سخاء المانحين واشتراكات المنخرطين.

مائدة جزائرية بامتياز

حرص القائمون على التظاهرة التي نُظمت بمنتزه “Cabin John” الجهوي، في ولاية ماريلاند المتاخمة للعاصمة واشنطن، على أن تكون المائدة التي اجتمعت حولها الجالية الجزائرية مزينة بكل ما هو جزائري، انطلاقا من “المرقاز” ومختلف المشاوي، كطبق رئيسي، إلى خبز الـ “Baguette”الذي يفضله الجزائريون مع “الهريسة “، أما التحلية فكانت عبارة عن تشكيلة من الحلويات الجزائرية التقليدية، وكمشروب، فضّل المحتفلون العصائر والمشروبات الغازية الجزائرية الصنع، على رأسها عصير “نقاوس” والمشروب الغازي المحبوب “سليكتو” وأذواق أخرى من المشروبات الجزائرية الشهيرة باسم “حمود بوعلام”.

احتفال بنكهة ثقافة التطوع

الجميع شارك في إنجاح “مهرجان المرقاز”، تقول السيدة نرجس لكحل عياط رئيسة الجمعية الجزائرية الأمريكية لمنطقة واشنطن الكبرى، ففي حين تطوع زوبير لادادا وعلي بن زرقة ورضا حكيكي وطارق نور لتحضير الشواء، بادر آخرون بترتيب الطاولات ووضع المقبلات والسلطات والمشروبات، ووقف البعض على اختيار الموسيقى والأغاني الجزائرية التي حولت منتزها في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى مساحة تنبعث منها رائحة جزائرية أيقظت روح الوطن وحبه في الجزائريين الحاضرين، وأثارت فضول الأمريكيين المارين بالمكان.

ولأن أحد أهداف الجمعية الجزائرية الأمريكية لمنطقة واشنطن الكبرى، تنشئة الجيل الجديد من الجزائريين في الولايات المتحدة الأمريكية على حب الجزائر والاعتزاز بثقافتها وتقاليدها، فقد حرصت رئيسة الجمعية وأعضاء مجلس إدارتها على حضور الأطفال، وعملوا على جذبهم بتسطير برنامج خاص تمثل في تعليمهم لعب كرة القدم بإشراف سمير بوسوار ومنيل أشا اللذين تطوعا لتدريبهم.

في ختام حديثها مع «الأيام نيوز»، أشادت السيدة لكحل عياط، بمساهمة أعضاء مجلس الإدارة من الشباب، وخصّت بالذكر مصمم الموقع الرسمي للجمعية أمياس تاهي، وشقيقته آنيا تاهي، اللذين تكفلا ببيع مأكولات جزائرية خلال المهرجان، بهدف جمع التبرعات للجمعية، كما عبرت عن امتنانها للجزائريين دحمان وحسيبة بن عربان، اللذين تبرعا بالخبز منتجات أخرى للمهرجان من مخبزتهما الخاصة “BAGUETTE REPUBLIC” بسترلينغ في ولاية فرجينيا.

فلسفة عمل

وتجدر الإشارة إلى أن الجمعية الجزائرية الأمريكية لمنطقة واشنطن الكبرى، تعد أول جمعية جزائرية تأسست بالمنطقة عام 1991، ولم يتوقف نشاطها الذي يندرج في إطار اجتماعي، تثقيفي وتعليمي تربوي منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا.

ورغم محدودية مداخيل الجمعية التي تقتصر على الإشتراكات السنوية للأعضاء، إلا أن الجمعية ـ وفق حديث سابق أجرته “الأيام نيوز” مع السيدة نرجس ـ تعمل على تقديم المساعدة لفائدة الجزائريين الذين انتقلوا حديثا للعيش في منطقة واشنطن الكبرى، أو أولئك القادمين إلى الولايات المتحدة بهدف العلاج أو الدراسة.

وتم انتخاب نرجس لكحل عياط شهر نوفمبر 2022، رئيس للجمعية، ومن يومها وهي تسعى إلى الموازنة بين الحفاظ على القيم والمبادئ والقوانين التي تأسست عليها الجمعية، وتطوير برامج ثقافية وتعليمية وترفيهية حديثة، تستهدف فئة الشباب الجزائريين المولودين بالولايات المتحدة الأمريكية.

وتقوم فلسفة الجمعية ـ إزاء الشباب الجزائري هناك ـ على ضرورة إبقائهم على تواصل دائم بأبناء وطنهم الأم، والتقاليد والعادات والقيم والمبادئ الجزائرية، وفي الوقت ذاته التشجيع على الاستفادة من التقنيات والأفكار الحديثة في الولايات المتحدة، بهدف النهوض بالجمعية الجزائرية لمنطقة واشنطن الكبرى، وخدمة الجالية الجزائرية على أكمل وجه.