ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين محمد الحمامي: العالم يقف مجدّدا على زيف الرواية الصهيونية

أفاد ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالجزائر، محمد الحمامي، أنّ الاحتلال الصهيوني المجرم بعد الهزيمة النكراء التي مُنيّ بها بتاريخ السابع من أكتوبر الماضي، حاول وبكل السبل والوسائل المشروعة وغير المشروعة شيطنة المقاومة الفلسطينية، من خلال الترويج على أنها حركة إرهابية تقطع رؤوس الأطفال وتغتصب النساء، وذلك بدعم وإسناد غربي مُنقطع النظير وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية الداعم رقم واحد للكيان الصهيوني في حربه الشعواء التي يشنها ضد الآمنين في بيوتهم في قطاع غزّة للشهر السابع على التوالي.

وفي هذا الصدد، أوضح الحمامي في تصريح لـ “الأيام نيوز”، أنّ العالم اليوم وقف على زيّف الرواية الإسرائيلية، وكشف مدى وحشية الاحتلال الصهيوني وادعاءاته المغرضة خاصةً بعد المعاملة الإنسانية الراقية التي حظي بها الأسرى الصهاينة لدى إطلاق سراحهم بعد الهدنة الإنسانية التي تم التوصل إليها في وقت سابق وكان ذلك بعد مرور أكثر من 46 يوما من عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة ردا على معركة “طوفان الأقصى”.

في السياق ذاته، وفي حديثه عن دعوة الاتحاد الأوروبي كل المانحين لاستئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” بعد فضح ادعاءات الكيان الصهيوني حول الوكالة، أبرز محدثنا أنّ الكيان الصهيوني ومنذ احتلال فلسطين وهو يعمل على تهجير الشعب الفلسطيني عن أرضه، من خلال القتل والتنكيل وارتكاب العديد من المجازر المروّعة بحق أبناءِ الشعب الفلسطيني الأعزل، على غرار مجزرة صبرا وشتيلا، مجزرة جنين، مجزرة قانا، وقبلها مجزرة دير ياسين وكل ذلك بهدف تهجير شعبنا عن أرضه الفلسطينية.

على صعيدٍ متصل، أفاد ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أنه وبعد خروج الشعب الفلسطيني من القرى والمدن التي هُجر منها قسراً سنة 1948 تم اتخاذ القرار رقم 194 الذي يضمن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، والذي شكّل رُعباً حقيقياً لسلطة الاحتلال، وبناءً عليه تم تشكيل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، التي تحاولُ

حكومة الاحتلال الصهيونية القضاء عليها في محاولة يائسة من أجل شطب قضية اللاجئين الفلسطينيين، على اعتبار أن هذه الوكالة تُعنى بشؤون اللاجئين الإنسانية والاجتماعية والتعليمية وما إلى ذلك، ولها عدة مهام كبرى أخرى، خاصة وأن 80 بالمائة من الشعب الفلسطيني هم عبارة عن لاجئين في مخيمات سواء في داخل فلسطين أو في خارجها.

وفي إطار مساعيه الرامية إلى تصفية وكالة “الأونروا”، أقدم الاحتلال الإسرائيلي على عدة عمليات إجرامية حتى قبل تاريخ السابع من أكتوبر الماضي، بما في ذلك إبّان الانتفاضة الأولى حيث كان يستهدف المخيمات الفلسطينية على غرار مخيم جباليا ومخيم الشاطئ ومخيمات الوسطى، وفي مخيمات الضفة كذلك، التي تشهد اليوم عمليات اقتحام يومية وتدمير للبنى التحتية للمخيمات وكل ذلك في إطار مواصلة حربه القائمة على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، بعدما ثبت وبالدليل الملموس زيّف ادعاءاته بشأن ضلوع 12 موظفا تابعا لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، في عملية طوفان الأقصى بتاريخ السابع من أكتوبر 2023، وبعدما أدرك العالم باسره أنها عبارة عن كذبة أخرى تُضاف إلى سلسلة الأكاذيب التي يمارسها الاحتلال الصهيوني في كل مرة، ومبررًا ساذجًا حتى توقف الدول الغربية وفي مقدّمتها الولايات المتحدة الأمريكية تمويلها للوكالة الأممية في خطوة زادت من تفاقم الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة على وجه الخصوص.

وأردف محدث “الأيام نيوز” قائلا: “إنّ قضية اللاجئين هي جوهر الصراع الفلسطيني مع الاحتلال الصهيوني الجائر، ونحن في الجبهة الديمقراطية عندما طرحنا عام 1974 البرنامج المرحلي القائم على تكامل عناصر المشروع الوطني الفلسطيني الذي يتحدث عن نضال شعبنا في عام 1967 من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، ونضال شعبنا ضد سياسات التمييز العنصري في مناطق 48 ونضاله في الخارج من أجل العودة، هذه العناصر الثلاثة تشكّل الدولة الفلسطينية المستقبلية، هذا هو الحل الجذري للمسألة الوطنية الفلسطينية وهذا هو الطريق الذي سوف نسلكه واتفقت عليه كل مكوّنات الشعب الفلسطيني بما فيهم الطيار الإسلامي، وهذا ما جاء مؤخراً على لسان القادة الإخوة في حركة المقاومة الإسلامية “حماس””.

في سياقٍ ذي صلة، أشار الحمامي، إلى أنّ تصريحات مفوض الاتحاد الأوروبي يانيز لينارسيتش، يجب أن تأخذ طريقها نحو الفعل وألا تتوقف عند دائرة القول فقط، وذلك من خلال إيفاد لجان خاصة للتحقيق وتقصي الحقائق في قطاع غزّة، من أجل كشف ادعاءات الاحتلال المغرضة، وكشف جرائمه النكراء بحق الأبرياء والعزل في القطاع، بعد دفن الآلاف من الفلسطينيين في مقابر جماعية، في الوقت الذي لا تزال فيه الرسميات عبر مختلف دول العالم تتحدث عن بيانات الشجب والتنديد لا أكثر ولا أقل، الأمر الذي يستدعي من مجلس الأمن قرارا فوريا بالذهاب إلى قطاع غزة، وفضح انتهاكات الاحتلال الصهيوني التي لا تنتهي.

وفي هذا الشأن، أبرز ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أنّ هناك طوفاناً بشرياً في الجامعات الأمريكية، وهذا دليل واضح على أن حتى الشعب الأمريكي نفسه بات منحازا إلى الحق الفلسطيني، وكل أحرار العالم منحازين إلى حقوق الشعب الفلسطيني أمام عنجهية ووحشية هذا الاحتلال المجرم، كل هذا يتطلب لملمة الوضع الفلسطيني من جهة، كما يجب على العرب من جهةٍ أخرى أن يلتزموا بمسؤولياتهم القومية والإنسانية والأخلاقية اتجاه شعبنا الفلسطيني، وأن يتعاملوا مع الولايات المتحدة الأمريكية بلغة المصالح وأن يفعلوا عناصر القوة الكثيرة التي يملكونها.

وتابع قائلا: “سنبقى متمسكين بحقنا في العودة إلى بلادنا ولن يستطيع الاحتلال ولا أعوانه ولا الدول التي تقف إلى جانبه من شطب قضية اللاجئين ولا النيل من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، وندعو العرب إلى تشكيل شبكة أمان من أجل دعم هذه الوكالة، فمليارات الدولارات التي تصرف هنا وهناك من بعض الدول العربية للأسف الشديد، كان يجب أن تمنح لوكالة الأونروا من أجل سد الفراغ الذي ألحقته بعض الدول المنحازة للاحتلال، بعد تجميد تمويلها للوكالة الإغاثية”.

هذا، وفي ختام حديثه لـ “الأيام نيوز”، ثمن ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالجزائر، محمد الحمامي، دعوة الاتحاد الأوروبي كل المانحين لاستئناف تمويل وكالة

“الأونروا” التي تعدّ شريان حياة للاجئين الفلسطينيين، مُبرزا في السياق ذاته أنّ إضعاف هذه المنظمة سوف يشكل أزمة إنسانية كبيرة في فلسطين كما سيكون لها انعكاسات وتداعيات خطيرة على مجمل الأوضاع سواء على مستوى دول الطوق التي تستضيف اللاجئين الفلسطينيين أو بالنسبة للدول التي انحازت إلى جانب الاحتلال وأوقفت تمويلها لوكالة “الأونروا”، هذا وأكّد المتحدث على أنّ الشعب الفلسطيني سيبقى متمسكاً بأرضه ولن يحيد عن خيار المقاومة، وفصائل المقاومة بعد سبعة أشهر من العدوان النازي المجرم هي من يتحكم الآن في المعادلة على أرض الميدان والاحتلال يتخبط ويتقف عاجزاً أمام ثبات الشعب الفلسطيني وصمود مقاومته الباسلة.

سهام سعدية سوماتي - الجزائر

سهام سعدية سوماتي - الجزائر

اقرأ أيضا